هل تعلم أن الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ يحققون أداءً أفضل بنسبة 58٪ في جميع أنواع الوظائف؟
بل الأغرب من ذلك… أن 90٪ من أصحاب الأداء العالي في الشركات يتمتعون بمستوى مرتفع من الذكاء العاطفي، بينما معدل الذكاء التقليدي (IQ) لا يُعد مؤشراً حاسماً على النجاح كما كنا نظن!
لكن ما هو هذا “الذكاء العاطفي” الذي يتحدثون عنه؟ وهل هو مهارة فطرية، أم يمكننا جميعًا أن نطوره بوعي وممارسة؟
خذ نفسًا عميقًا… لأنك على وشك اكتشاف خطوات حقيقية، يمكنها أن تغير طريقة تفاعلك مع نفسك والناس من حولك.
الخطوة 1: تعلم فن “التحقق من المشاعر”
في المرة القادمة التي تشعر فيها بالغضب أو الإحباط أو الحزن، لا تسأل نفسك:
“لماذا أشعر هكذا؟”
بل اسأل:
“ما الذي أدى إلى هذا الشعور؟ وما الرسالة التي يحاول هذا الشعور إيصالها لي؟”
مثال عملي:
بدلاً من أن تقول: “أنا متوتر من الاجتماع”، اسأل:
“هل السبب أنني أخاف من الفشل؟ أم لأنني غير مستعد جيدًا؟”
الوضوح العاطفي نصف العلاج.
🔍 دراسة تدعم ذلك:
في دراسة نشرتها American Psychological Association، تبيّن أن الأشخاص الذين يمارسون “تحديد المشاعر بدقة” أقل عرضة للقلق والاكتئاب بنسبة 30%.
الخطوة 2: أعد برمجة ردود أفعالك
الذكاء العاطفي لا يعني “كبت” المشاعر… بل يعني التحكم برد الفعل.
هل تذكر آخر مرة انفجرت غضبًا بسبب موقف تافه؟ ربما كان السبب الحقيقي أعمق من الحدث نفسه.
مثال عملي:
بدلاً من الرد برسالة حادة عندما يزعجك أحد، جرب أن تكتب الرد ثم تحفظه كـ”مسودة”، وأعد قراءته بعد نصف ساعة.
ستتفاجأ كيف تتغير لهجتك عند تصفية العاطفة من الانفعال.
الخطوة 3: اصنع عادة من “الاستماع الحقيقي”
في عالم الكل فيه يريد أن يتكلم، يصبح الاستماع مهارة ذهبية.
تجربة بسيطة:
في محادثتك القادمة، لا تُقاطع. لا تُجهّز ردك أثناء كلام الطرف الآخر. فقط استمع.
ثم أعد ما فهمته بصوتك. هذا التمرين البسيط يُذهل الناس ويجعلك أكثر تأثيرًا مما تتخيل.
إحصائية مذهلة:
بحسب دراسة من Harvard Business Review، المديرون الذين يمارسون “الاستماع النشط” يتمتعون بثقة موظفيهم بنسبة تفوق 75%.
الخطوة 4: وسّع قاموسك العاطفي
أغلب الناس يستخدمون 5 إلى 10 كلمات فقط لوصف مشاعرهم.
لكن المشاعر بحر… وكلما عرفت وصفها بدقة، عرفت كيف تتعامل معها.
بدل “أنا مضغوط” قل:
“أنا أشعر بالإرهاق بسبب التراكم”،
أو “أنا قلق من نتيجة معينة”،
أو “أشعر أني تحت ضغط توقّعات”.
🔍 دراسة تدعم ذلك:
وجدت جامعة Yale أن الأشخاص الذين يملكون مفردات عاطفية أوسع هم أكثر قدرة على إدارة الصراعات وتخفيف التوتر.
الخطوة 5: كن مرآة لمن حولك
الذكاء العاطفي لا يكتمل ما لم تستخدمه لرفع الآخرين معك.
كن من يلاحظ التعب في ملامح زميل، أو من يربت على كتف صديق بكلمة صادقة.
تمرين عملي:
جرب أن تسأل أحدهم اليوم:
“كيف كان يومك؟” ثم اصمت، ودعه يتحدث دون استعجال.
أنت لا تعلم كم يحتاج البعض لمن يسأل هذا السؤال بإخلاص.
الخلاصة:
الذكاء العاطفي ليس رفاهية… بل هو مهارة نجاح أساسية في الحياة والعمل والعلاقات.
ومثله مثل أي عضلة… يمكن تمرينه وتطويره مع الوقت.
فكر الآن:
أي من هذه الخطوات ستبدأ بتطبيقها اليوم؟
واكتبها على ورقة أو في ملاحظات جوالك… لأن النية وحدها لا تكفي، بل التطبيق هو الفارق.
شاركني في التعليقات: ما هي أصعب مشاعر تواجهك عادة؟ وهل تحب أن نتحدث عنها في مقال قادم؟